الجمعة، 23 نوفمبر 2007

في حوار حصري على مدونة نداء الإسلام.. "شهاب الأزهر" مدون يفتح النار على "مدوني الإخوان"






هذا الحوار أجريته مع شقيقي "شهاب الأزهر" بعد كتابة جريدة الدستور المصرية في صفحة مدونات عن مدونات طلاب الأزهر وإدراج مدونته في مقدمتها.. الحوار تكلم عن مدونته وهدفه منها ورؤيته لما يجري بين بعض المدونين وجماعة الإخوان ولكن هذه المرة من وجهة نظر مدون، وتناولت رأيه في الجيل الثالث لجماعة الإخوان وهل هو متمرد أم ماذا.

نقرات خفيفة على باب المنزل في وقت متأخر بإيقاع وتناغم مألوف بالنسبة لي.. ابتسمت ما إن سمعتها لأنني كنت أعلم أنه هو، أتى أخيرا.. فتحت له الباب متهللة: "حمدا لله على السلامة يا شهاب". ابتسم ابتسامة خفيفة وهو يرد التحية، كان يرتدي البذلة الكاملة ويشد قامته وكأنه يحاول أن يبدو أطول قليلا..

دخلت مسرعة إلى غرفتي وأحضرت الورقة والقلم وعدت إليه وأنا أحاول أن أتكلم بشيء من الرسمية والجدية: "أستاذ شهاب تسمح لي بحوار؟"..

نظر إلي متعجبا: "نعم!!".

تابعت دون أخرج من الدور الذي رسمته: "كام سؤال يعني مش هطول على حضرتك".

فهم أنني أعيش دور الصحفية وأحاول التدرب فيه فخلع حذاءه وعاد ليجلس في مواجهتي وهو يقول: "تفضلي".

* أستاذ شهاب.. بعد أن عرفت أن جريدة الدستور تناولت مدونتك اليوم.. ماذا كان شعورك؟

** في الواقع في البداية كنت قلقا من الزاوية التي ستكون قد تناولتها منها، ولكني قلت لنفسي حتى لو تناولتها من زاوية مخالفة لما أريد فهذا لن يضر كثيرا

* وهل تراها تناولتها كما تريد؟

** لا

* كيف؟

** الأستاذة إيمان عبد المنعم عرضت مدونتي كما لو كنت أرصد واقع المصريين من خلال الشارع وعربات المترو فقط.. ولكن لم أهدف إلى ذلك من خلال المدونة.

* وما الذي تهدفه من المدونة؟

** في البداية كان جل غرضي من المدونة الدفاع عن إخواني المعتقلين على خلفية العرض الرياضي أو الذي أراد النظام تسميته بـ"مليشيا الأزهر"، وعندما خرجوا توقفت فترة عن التدوين، وعدت إليه عندما أحالوا إخواني الـ40 إلى المحاكمة العسكرية، وأعترف أن حدفي حينها كان مقصورا على الدفاع عنهم.. ولكن الآن وبعد فترة صار هدفي أوسع وأشمل، أنا أهدف إلى أن يرى الناس شباب الإخوان يكتبون عن أنفسهم ومجتمعهم ورؤيتهم، أن يعرفوا أخلاقهم ونظرتهم وكيف يفكرون؛ فالناس لا تعرف الإخوان كشباب وأفراد من دواخلهم.. حياتهم ككل، أغلب أفكارهم عنهم مغلوطة.. ما بين عسكرتهم أو أفكارهم، ولهذا السبب ذاته كنت سعيدا جدا بمدونات شباب الإخوان.

* وهل ترى أنك حققت ذلك؟

** لا.

* ولماذا؟

** لأسباب عديدة، منها مشاغل الدنيا وتدويني المتقطع وعدم اهتمامي الكافي بها.

* وهل ترى مدونات شباب الإخوان نجحت في ذلك؟

** الحكم عليها ككل صعب.. لكن بعضها نعم، استطاعت أن ترسم صورة لدى متابعيها عن حياة صاحبه وفكره وأخلاقه.

* في الأغلب الأعم؟

** في الأغلب الأعم.. لا.

* ولماذا؟

** أغلب شباب الإخوان المدون كتب في مدوناته من منطلق أنه معارض للدولة ومعبر عن جماعة الإخوان، وهذا جعل مدونته سياسية وليس حياتية أو شخصية.

* وهل هذا سيئ؟

** ليس سيئا، ولكن الناس لا تريد معرفة المواقف السياسية للإخوان كما تريد معرفة حياتهم كاملة، وليس سياساتهم فقط، الناس بحاجة أن تعرف الشخصيات التي تطبق الأفكار، وليس الأفكار فقط، فالشباب المنتمي إلى هذا الفكر هم ثمرته، وهذا ما يحتاج الناس إلى معرفته ورؤيته.

* فهمت، ولهذا أنت قليل الكلام عن السياسة في مدونتك.

** لست قليل الكلام عن السياسة، بل أتكلم عنها بقدر ما تحتل في حياتي، ولا تنسي أن هدفي من إنشائها في البداية يعتبره البعض سياسيا، وأحيانا تزيد الأحداث أو الواقع مساحة السياسة في حياتي فينعكس ذلك على تدويني.

* إذن الأمر في النهاية مرتبط بالواقع

** نعم.

* ولكن لماذا لم نرك تكتب عن حزب لإخوان مثلا على الرغم من أن هذا موضوع شغل معظم شباب الجماعة وكتب عنه كل مدونوها وخاصة الجيل الثالث منها وقياداته؟.

** في الواقع أنا تفاعلت مع برنامج الجماعة، ولكني رأيت أن ما أثير حوله من ضجة لم تكن تعادل حجم اعتراضات المعترضين عليه، وأرى أن أغلب المدونين الذين اعترضوا لم ينتبهوا إلى نقطتين؛ أولاهما: أن هذا البرنامج ليس نهائيا بعد وأن هناك تضاربا واضحا بين البرنامج المنشور على إسلام أون لاين وبين الذي قيل إنه وزع على 50 مفكرا، والثانية: أن هذا البرنامج يعكس رأي الإخوان المسلمين وليس دستورا للشعب المصري ككل، فهذا البرنامج يمثل جماعة إسلامية في النهاية.. ولذا فقد أتت بعض اعتراضاتهم بعيدة عن هذا السياق.

* ولماذا لم تكتب ذلك على مدونتك؟

** شاركت حول ذلك الموضوع في المنتديات وساحات الحوار، ولكن لم يكن لدي ما أكتبه حول هذا الموضوع في المدونة.

* أفهم من ذلك أن موقفك كان مغايرا لموقف مدوني الإخوان المسلمين والجيل الثالث بشكل عام؟

** لا توجد هيئة اسمها مدوني الإخوان المسلمين، يوجد شباب مدون من جماعة الإخوان المسلمين، وإذا فهمناها بهذا المعنى فإننا لن نجد موقفا جامعا لهؤلاء الشباب، فأنا أعتبر منهم ولست أرى الرأي الذي يقال عنهم، والجيل الثالث بشكل عام لا يوجد من يمثله ولم يتم التعامل معه بصورة طبقية واستقصاء آرائه لمعرفة وجهة نظره، وأغلب ما تكتبه الصحافة من تذمر وتمرد في الجيل الثالث إنما هو محض أوهام؛ فما يسمونه بالجيل الثالث تتعدد آراؤه ووجهات نظره، وأرى بشكل عام أنها بدعة الصحافة والفرقعة الإعلامية كما ابتدعوا من قبل الصراع بين جيل الوسط والحرس القديم في الجماعة، وقد كشفت الأيام زيف هذه الادعاءات.

* الجيل الثالث موجود داخل جماعة الإخوان فلماذا تنفي وجوده؟

** أنا لا أنفي وجود الشباب وتأثيرهم وفعاليتهم داخل الإخوان، بل أنحاز لهم فأنا منهم، ولكن ذلك لا يدفعني لأن أفقد مصداقيتي.. هؤلاء الشباب هل أخذ من يتحدث عنهم آراءهم ككل قبل أن ينسب إليهم رأيا أو يقول عن فلان إنه يمثلهم أويتحدث باسمهم؟ بالطبع لا.. أنا من هؤلاء الشباب ولم يأخذ أحد رأيي، ولم تجر انتخابات حول زعامة الجيل الثالث.. جيل الشباب موجود داخل الجماعة، ولكن ليس معنى أن بعضهم يمر بأزمة أو سوء تفاهم مع الجماعة أن كلهم على قدم المساواة بهذا الشخص.

* نترك موضوع الحزب والجماعة ونعود للمدونين.. هل أنت مدون أم إخوان؟

** أنا إخوان قبل أن أكون مدونا، والمدونات ما هي إلا وسيلة من وسائل نشر دعوتي، ومن الخطأ الجسيم أن ننسى دعوتنا وتلهينا مدوناتنا.. ولست أرى تناقضا بين كوني مدونا وكوني من الإخوان المسلمين.. هل ترين أنت ذلك؟

* لا.. ولكن موقف مدوني الإخوان الناقد للجماعة بشدة يتعارض..

** مدونو الإخوان ليست هيئة، وليس موقف أو متحدث باسمهم، وليس كلهم ينتقد الجماعة، والمنتقدون ليسو كلهم على قدم المساواة، بعضهم أحب أن أقرأ تدويناته في النقد الذاتي، وبعضهم أراه يفتقد المصداقية في طرحه، كما أن بعض مدوني الإخوان أتأكد من كتباتهم أنهم لا يعرفون عن الإخوان إلا قليلا.

* بوصفك مدونًا تنتمي إلى الصحوة الإسلامية والتيار الإسلامي.. من الذي تراه رابحا من الصراع القائم بين المدونين وجماعة الإخوان السلمين؟

** أولا: أرفض تسميته صراعا، ثانيا: أحب أن أسجل أن الجماعة لم ترد بالمثل على بعض الإساءات التي صدرت من بعض المدونين، وكان ردها عبر موقعها الرسمي هادئا جدا، سواء عبر حوار الدكتور رشاد البيومي أو مقال الدكتور أحمد عبد العاطي صاحب مدونة غربة، ثالثا: ألفت النظر إلى أن الجماعة تعرضت إلى حملات تشويه كثيرة ومتنوعة قبل ذلك ومن أساطين الصحف الحكومية، صحيح أن كون الانتقادات تصدر من محسوبين على الصف وفي صورة جديدة يثير بلبلة لدى البعض، ولكن ليس من مصلحة الجماعة أن تفقد جهود بعض أبنائها، وكذلك ليس مصلحة المدونين أن يخسروا جماعتهم.

* وإذا استمر الوضع.. من المنتصر؟

** لسنا في معركة حتى نقول هناك خاسر ورابح أو منتصر، ولكن إذا كنا نعني الانتصار بمعنى البقاء والحفاظ على المستوى فبالطبع ستكون الجماعة.

* لماذا؟

** تثاءب واضعا يده على فمه وهو يقول: التدوين في النهاية ما هو إلا وسيلة من وسائل النت، فلك أن تتخيلي كم نسبة الإخوان الذين يدخلون على النت بصورة منتظمة، وكم نسبة من يتابع منهم المدونات، وكم نسبة من سيرى مدونات الذي نزعوا منزعا غريبا من "مدوني الإخوان" بعينها، وكم نسبة من سيقتنع منهم بما يقولونه.. أعتقد أن النسبة ستكون ضئيلة جدا، مهما ساندتهم صحف في ذلك، فهي في النهاية حملة إعلامية، بينما الجماعة تربية وحركة و.. وإعلام أيضا.

* كانت عباراته الأخيرة وكأنها معلنة عن تعبه ورغبته في إنهاء الحوار فسارعت: سؤال أخير.. هل من رسالة إلى مدوني الإخوان؟

** أعتقد أن رسالتي ستكون بتجديد النية ومحاولة رفع الإيمانيات أولا، وثانيا بتحديد أهدافنا بوضوح من المدونة والمصارحة مع النفس بأنها وسيلة يجب ألاّ نغفلها من جهة ومن جهة أخرى لا تأخذ أكبر من حجمها، وثالثا انتقاء ما نكتبه بدقة وعدم التأثر بالجو العام للتدوين أو ما أحب أن أسميه بـ"موجات التدوين" فيجب أن تكون نابعة من داخلنا وليس ردة فعل أو تجاوبا مع تدوينة أخرى أو حسب الجو العام لما يتابعه من مدونات.

*** الموضوع للنشر بإذن صاحب مدونة شهاب الأزهر ومع تعهد بمتابعة الردود والرد على أسئلتكم الجديدة قدر المستطاع.

الأربعاء، 31 أكتوبر 2007

رباه...بذكرك أعرف ذاتي


علي عجلة بدأت بوضع دفتر تحضيري وإتمام تظبيط حجابي ووضع مصحفي ونظرت سريعا في ساعتي لأذهب في موعدي إلي مكتب عملي حيث الإجتماع الأسبوعي لنا مع رئيسنا
في لحظات أتممت تجهيز نفسي وقبلت يد أمي وألقيت التحية علي أبي ودلفت من منزلنا حتي الطريق المؤدي إلي القاهرة ويسر الله لي أمري ووجدت عربة تقلني سريعا وبدأت بقول دعاء الركوب وأغمضت عيني أستعيد بعض ما حضرت لاجتماع يومنا العملي
توقفت العربة علي بعد خطوات من المكان الذي ركبته فيه ليستقلها خمسة من الشباب جلس ثلاث منهم في المقعد الخلفي وأحدهم جلس بجواري، وحرصت على وضع شنطتي بيني وبينه وعاودت التفكير في الاجتماع
إلا أن نقاشهم المقزز أخرجني من تفكيري حيث تابعته بذهول شديد كاد يقضي علي
أن ترى أمام عينيك شباب أمتنا الإسلامية يصل لأسوأ حالته وأن تسمع بأذنيك مسلمين يستهزأون بمبادئ الإسلام وأن تسمع واحدا منهم اسمه محمد والآخر أسامة بأسماء الصالحين والقادة يعيشون في مستنقع آثم يرتكبون الفواحش والذنوب فصل علي أمتنا الإسلامية أربعا
بمتابعة الحوار الذي دار بينهم وبين زميلهم الجالس بجواري والذي كان يتحدث العربية بصعوبة شديدة فهمت أنهم طلاب في الجامعة وأن زميلهم هذا يعيش في أمريكا وجاء لإستكمال دراسته في مصر
وتخلل الحديث حول إهتمامتهم وتصرفاتهم والتي صرحوا فيها بشربهم للخمور وسجائر من الحشيش ووو إلخ
وأنا جالسة أسمع هذا الكلام شحب لوني وجاء لي هبوط شديد في الضغط ظللت أسمع أصواتهم وأسمائهم وأسمه اسم أسامة بينهم فأتذكر أسامة بن زيد رضي الله عنه ذاك الشاب المجاهد المحارب واسمع من بينهم اسم محمد فتدمع عيني لأنه يحمل اسم رسولي الكريم
ظللت اسمع إنتقادتهم لفلان لأنه يحمل جهاز محمول غير حديث فأغمض عيني وأري صور القتلى في فلسطين وفي العراق أسمعهم وهم ينتقدون من كان يصلي فيهم فأتذكر لقاء يوما ما أجريته مع أخت مجاهدة فلسطينية في مصر حينما قالت لي الأمل لنا قي مصر وفي أولادها
قلت لو أن تلك المجاهدة التي أتت للعلاج في مصر وقابلتها رأت ما أرى لخافت على نفسها الموت في بلدنا
والله أنا عشت أسوأ لحظة في تلك العربة والذي زاد علي أن كل واحد منهم بدأ بإشعال سيجارة للتدخين فسألهم أحد الركاب ماذا يوجد في داخلها فقالوا له لا تخف ما فيهاش حشيش وصعقني رد الرجل عليهم ولا فيها
انتفض قلبي لرد الرجل وتذكرت الآية التي تقول (أليس فيهم رجل رشيد) ألا يوجد في العربة رجل رشيد يكلمهم
ظللت أنظر للطريق والعربات المتلاحقة محاولة إبعاد صوتهم وما يتكلمون فيه عن مسمعي لكن هيهات وراودتني فكرة أن العربة من الممكن أن تنقلب وأموت الآن وأبعث يوم القيامة مع هؤلاء القوم وتكون آخر أعمالي الاستماع لكلامهم وعجز مني فاستغفرت الله عز وجل مرارا حتى سالت عبراتي التي قطعها علو صوت هاتفي على نغمة تقول (يا شباب الإسلام) حيث هي نغمة تذكير تذكرني بأذكار الصباح والمساء
أوقفت الرنين وبدأت في تلاوة أذكار المساء حتى أنهيتها على أنغام كلامهم المقزز لحظتها دعوت لهم بالهداية إلا أن كلامهم أصابني مرة أخرى بخوف شديد من الله عز وجل وحاولت ألا يدخل أذني فحاولت الهروب بفكري إلى منزلنا وظللت أذكر أحاديث خيرا من أحاديثهم
رأيت وجه أبي أمام عيني وتذكرت أن آخر عهدي به قبل نزولي من المنزل وأنا أقوم بمراجعة ماضي ما حفظته من القرآن وسمعت صوت أخي ابن الأزهر وهو يتلو القرآن الكريم وسمعت صوت شهاب الأزهر وهو يناقشني في أمر من أمور الدعوة ورأيت أمي وهي تذكرني قبل نزولي بمراقبة الله عزوجل
فحمدت الله عزوجل على أسرتي الغالية وبدأت أتلو مع نفسي ما أقوم بمراجعته حتي انفصلت عن العالم الذي كنت فيه وما عدت أسمع غير صوتي داخل عقلي
لحظتها ولا أدري كيف قمت بتسميع صورة الكهف ومريم ونصف طه لنفسي حتى توقفت العربة في آخر نقطة للنزول فيها
يومها توجهت للعمل في حالة صداع شديد جدا فقامت أخت لي بإعطائي مسكن وأخرى تلت لي آيات الرقية حتي بدأ إجتماعنا إلا أن انتهي وعدت إلى منزلي مع شقيقي شهاب الأزهر
.....................................................
لقد سمعت عن تردٍ في الأخلاق كثيرا لكن لم أرَ يوما من يستهزئ بدينه وربما بعث الله لي هذا الموقف لأحمد الله عزوجل على منزلي وأهلي وما أعيشه معهم
حمدت الله يومها على العمل وإخواني وأخواتي في المكتب
حمدت الله تعالي أنه هداني لطريق الالتزام وجددت العهد معه واستغفرته عما قدمت يداي ودعوت لشباب أمتنا
وانتهيت يومها قائلة رباه بذكرك أعرف ذاتي
نداء الإسلام

السبت، 20 أكتوبر 2007

سنملأ الأكواب لبنا

طلب الوالي من أهل القرية.. طلبًا غريبًا.. في محاولة منه لمواجهة خطر القحط والجوع، وأخبرهم بأنه سيضع قِدرًا كبيرًا في وسط القرية..وعلى كل رجل وامرأة أن يضع في القِدر.. كوبًا من اللبن بشرط أن يضع كل واحد الكوب لوحده من غير أن يشاهده أحد.
هرع الناس لتلبية طلب الوالي.. كل منهم تخفى بالليل وسكب ما في الكأس الذي يخصه. وفي الصباح فتح الوالي القدر.. وماذا شاهد؟
القدر امتلأ بالماء!!

أين اللبن؟! ولماذا وضع كل واحد من الرعية الماء بدلاً من اللبن؟‍!
كل واحد من الرعية.. قال في نفسه: [إن وضعي لكوب واحد من الماء لا يؤثر على كمية اللبن الكبيرة التي سيضعها الناس في القرية].وكل واحد اعتمد على غيره في رعاية مصالح البلد.. وكل واحد منهم فكر بالطريقة نفسها التي فكر فيها أخوه، وكل واحد منهم ظن أنه هو الوحيد الذي سكب ماءً بدلاً من اللبن، والنتيجة التي حدثت..
أن الجوع عم هذه القرية ومات الكثيرون منهم. ولم يجدوا ما يعينهم وقت الأزمات.
هل تصدق أنك تملأ الأكواب بالماء في أشد الأوقات التي نحتاج منك أن تملأها باللبن؟
عندما تترك نصرة إخوانك الحفاة العراة الجوعى وتتلذذ بكيس من البطاطس أو زجاجة من الكوكاكولا بحجة أن مقاطعتك لن تؤثر فأنت تخونهم وتتكل على غيرك ليقوم بواجبك
عندما ترى المنكر يحدث في بيتك ولا تنكره فأنت بذلك تفتح جبهة لدخول أعدائك منها

عندما تكون الفرصة سانحة لك لتدعو شخصًا إلى الله أو تحفّظه آية أو تعلّمه حديثًا نبويًا ولا تفعل
فأنت تملأ الأكواب ماءً

عندما تضيع وقتك ولا تستفيد منه بالدراسة والتعلم والدعوة إلى الله تعالى
فأنت تملأ الأكواب ماءً

إخواني.. اتقوا الله تعالى في أوقاتكم وأموالكم وصحتكم وفراغكم ووقتكم ولا تضيعوها

الخميس، 18 أكتوبر 2007

إلهي.. لم أجد أغلى من قلمي فنذرته لك !!.

إلهي.. لم أجد أغلى من قلمي فنذرته لك !!.
بهذه العبارة أفتتح موقعي، لعلها تذكرني دائما بالغاية من وراء رصف المعاني والمباني في سطور، فتأتي كلماتي فتضيء لي إذا صرت من أصحاب القبور، ويسرني مكانها يوم النشور.
أفتتح بهذه العبارة لأعلن لنفسي ولك عزيزي القارئ أننا إلى فناء، وأننا موقوفون بين يدي رب الأرض والسماء، ومسئولون عما كتبنا في
هذا النهار أو ذاك المساء
كانت هذه جزء من مقدمة شقيقي الغالي شهاب الأزهر في إفتتاح مدونته وأحببت أن أضعها نصب عيني لتكون غاية لي في السير في هذه المدونة
مدونتي التي أطلقتها اليوم مع يوم مولدي بعد أن أتممت واحد وعشرون عاما أسأل الله القدير أن تكون كلها في طاعته وأن يغفر لي ما أكتسبت من ذنوب
مدونتي الطفلة الوليدة التي جاءت اليوم بعد وجود عدد مهول من المدونات وبعد تشجيع من شقيقي الفاضل شهاب وأستاذي الفاضل بهاء يوسف صاحب مدونة أوراق الورد بأن أنشأ مدونة
إحدي صويحباتي سألتني مرارا عن السبب وراء عدم رغبتي دخولي لعالم التدوين والتي رددت عليها خوفي لما سأكتب أمام الله
لقد قضيت الآن شهورا كثيرة أدخل كل المدونات أقرأ فيها وأتعرف علي طبيعة أصحابها واليوم أنضم إليهم
وحتي لا أطيل عليكم فأنا أطلب منكم الدفء وفتح مغاليق الوجدان لمدونتي الوليدة التي عمرها من يوم مولدي والتي أكبرها الآن بعشرات السنين
الله تعالي أسأله ان يتقبلها مني قبولا حسنا وأستغفره عن كل سهو سيحدث مني فيها وأن أخط بيدي ما يسرني يوم القيامة
نداء