الأربعاء، 31 أكتوبر 2007

رباه...بذكرك أعرف ذاتي


علي عجلة بدأت بوضع دفتر تحضيري وإتمام تظبيط حجابي ووضع مصحفي ونظرت سريعا في ساعتي لأذهب في موعدي إلي مكتب عملي حيث الإجتماع الأسبوعي لنا مع رئيسنا
في لحظات أتممت تجهيز نفسي وقبلت يد أمي وألقيت التحية علي أبي ودلفت من منزلنا حتي الطريق المؤدي إلي القاهرة ويسر الله لي أمري ووجدت عربة تقلني سريعا وبدأت بقول دعاء الركوب وأغمضت عيني أستعيد بعض ما حضرت لاجتماع يومنا العملي
توقفت العربة علي بعد خطوات من المكان الذي ركبته فيه ليستقلها خمسة من الشباب جلس ثلاث منهم في المقعد الخلفي وأحدهم جلس بجواري، وحرصت على وضع شنطتي بيني وبينه وعاودت التفكير في الاجتماع
إلا أن نقاشهم المقزز أخرجني من تفكيري حيث تابعته بذهول شديد كاد يقضي علي
أن ترى أمام عينيك شباب أمتنا الإسلامية يصل لأسوأ حالته وأن تسمع بأذنيك مسلمين يستهزأون بمبادئ الإسلام وأن تسمع واحدا منهم اسمه محمد والآخر أسامة بأسماء الصالحين والقادة يعيشون في مستنقع آثم يرتكبون الفواحش والذنوب فصل علي أمتنا الإسلامية أربعا
بمتابعة الحوار الذي دار بينهم وبين زميلهم الجالس بجواري والذي كان يتحدث العربية بصعوبة شديدة فهمت أنهم طلاب في الجامعة وأن زميلهم هذا يعيش في أمريكا وجاء لإستكمال دراسته في مصر
وتخلل الحديث حول إهتمامتهم وتصرفاتهم والتي صرحوا فيها بشربهم للخمور وسجائر من الحشيش ووو إلخ
وأنا جالسة أسمع هذا الكلام شحب لوني وجاء لي هبوط شديد في الضغط ظللت أسمع أصواتهم وأسمائهم وأسمه اسم أسامة بينهم فأتذكر أسامة بن زيد رضي الله عنه ذاك الشاب المجاهد المحارب واسمع من بينهم اسم محمد فتدمع عيني لأنه يحمل اسم رسولي الكريم
ظللت اسمع إنتقادتهم لفلان لأنه يحمل جهاز محمول غير حديث فأغمض عيني وأري صور القتلى في فلسطين وفي العراق أسمعهم وهم ينتقدون من كان يصلي فيهم فأتذكر لقاء يوما ما أجريته مع أخت مجاهدة فلسطينية في مصر حينما قالت لي الأمل لنا قي مصر وفي أولادها
قلت لو أن تلك المجاهدة التي أتت للعلاج في مصر وقابلتها رأت ما أرى لخافت على نفسها الموت في بلدنا
والله أنا عشت أسوأ لحظة في تلك العربة والذي زاد علي أن كل واحد منهم بدأ بإشعال سيجارة للتدخين فسألهم أحد الركاب ماذا يوجد في داخلها فقالوا له لا تخف ما فيهاش حشيش وصعقني رد الرجل عليهم ولا فيها
انتفض قلبي لرد الرجل وتذكرت الآية التي تقول (أليس فيهم رجل رشيد) ألا يوجد في العربة رجل رشيد يكلمهم
ظللت أنظر للطريق والعربات المتلاحقة محاولة إبعاد صوتهم وما يتكلمون فيه عن مسمعي لكن هيهات وراودتني فكرة أن العربة من الممكن أن تنقلب وأموت الآن وأبعث يوم القيامة مع هؤلاء القوم وتكون آخر أعمالي الاستماع لكلامهم وعجز مني فاستغفرت الله عز وجل مرارا حتى سالت عبراتي التي قطعها علو صوت هاتفي على نغمة تقول (يا شباب الإسلام) حيث هي نغمة تذكير تذكرني بأذكار الصباح والمساء
أوقفت الرنين وبدأت في تلاوة أذكار المساء حتى أنهيتها على أنغام كلامهم المقزز لحظتها دعوت لهم بالهداية إلا أن كلامهم أصابني مرة أخرى بخوف شديد من الله عز وجل وحاولت ألا يدخل أذني فحاولت الهروب بفكري إلى منزلنا وظللت أذكر أحاديث خيرا من أحاديثهم
رأيت وجه أبي أمام عيني وتذكرت أن آخر عهدي به قبل نزولي من المنزل وأنا أقوم بمراجعة ماضي ما حفظته من القرآن وسمعت صوت أخي ابن الأزهر وهو يتلو القرآن الكريم وسمعت صوت شهاب الأزهر وهو يناقشني في أمر من أمور الدعوة ورأيت أمي وهي تذكرني قبل نزولي بمراقبة الله عزوجل
فحمدت الله عزوجل على أسرتي الغالية وبدأت أتلو مع نفسي ما أقوم بمراجعته حتي انفصلت عن العالم الذي كنت فيه وما عدت أسمع غير صوتي داخل عقلي
لحظتها ولا أدري كيف قمت بتسميع صورة الكهف ومريم ونصف طه لنفسي حتى توقفت العربة في آخر نقطة للنزول فيها
يومها توجهت للعمل في حالة صداع شديد جدا فقامت أخت لي بإعطائي مسكن وأخرى تلت لي آيات الرقية حتي بدأ إجتماعنا إلا أن انتهي وعدت إلى منزلي مع شقيقي شهاب الأزهر
.....................................................
لقد سمعت عن تردٍ في الأخلاق كثيرا لكن لم أرَ يوما من يستهزئ بدينه وربما بعث الله لي هذا الموقف لأحمد الله عزوجل على منزلي وأهلي وما أعيشه معهم
حمدت الله يومها على العمل وإخواني وأخواتي في المكتب
حمدت الله تعالي أنه هداني لطريق الالتزام وجددت العهد معه واستغفرته عما قدمت يداي ودعوت لشباب أمتنا
وانتهيت يومها قائلة رباه بذكرك أعرف ذاتي
نداء الإسلام

السبت، 20 أكتوبر 2007

سنملأ الأكواب لبنا

طلب الوالي من أهل القرية.. طلبًا غريبًا.. في محاولة منه لمواجهة خطر القحط والجوع، وأخبرهم بأنه سيضع قِدرًا كبيرًا في وسط القرية..وعلى كل رجل وامرأة أن يضع في القِدر.. كوبًا من اللبن بشرط أن يضع كل واحد الكوب لوحده من غير أن يشاهده أحد.
هرع الناس لتلبية طلب الوالي.. كل منهم تخفى بالليل وسكب ما في الكأس الذي يخصه. وفي الصباح فتح الوالي القدر.. وماذا شاهد؟
القدر امتلأ بالماء!!

أين اللبن؟! ولماذا وضع كل واحد من الرعية الماء بدلاً من اللبن؟‍!
كل واحد من الرعية.. قال في نفسه: [إن وضعي لكوب واحد من الماء لا يؤثر على كمية اللبن الكبيرة التي سيضعها الناس في القرية].وكل واحد اعتمد على غيره في رعاية مصالح البلد.. وكل واحد منهم فكر بالطريقة نفسها التي فكر فيها أخوه، وكل واحد منهم ظن أنه هو الوحيد الذي سكب ماءً بدلاً من اللبن، والنتيجة التي حدثت..
أن الجوع عم هذه القرية ومات الكثيرون منهم. ولم يجدوا ما يعينهم وقت الأزمات.
هل تصدق أنك تملأ الأكواب بالماء في أشد الأوقات التي نحتاج منك أن تملأها باللبن؟
عندما تترك نصرة إخوانك الحفاة العراة الجوعى وتتلذذ بكيس من البطاطس أو زجاجة من الكوكاكولا بحجة أن مقاطعتك لن تؤثر فأنت تخونهم وتتكل على غيرك ليقوم بواجبك
عندما ترى المنكر يحدث في بيتك ولا تنكره فأنت بذلك تفتح جبهة لدخول أعدائك منها

عندما تكون الفرصة سانحة لك لتدعو شخصًا إلى الله أو تحفّظه آية أو تعلّمه حديثًا نبويًا ولا تفعل
فأنت تملأ الأكواب ماءً

عندما تضيع وقتك ولا تستفيد منه بالدراسة والتعلم والدعوة إلى الله تعالى
فأنت تملأ الأكواب ماءً

إخواني.. اتقوا الله تعالى في أوقاتكم وأموالكم وصحتكم وفراغكم ووقتكم ولا تضيعوها

الخميس، 18 أكتوبر 2007

إلهي.. لم أجد أغلى من قلمي فنذرته لك !!.

إلهي.. لم أجد أغلى من قلمي فنذرته لك !!.
بهذه العبارة أفتتح موقعي، لعلها تذكرني دائما بالغاية من وراء رصف المعاني والمباني في سطور، فتأتي كلماتي فتضيء لي إذا صرت من أصحاب القبور، ويسرني مكانها يوم النشور.
أفتتح بهذه العبارة لأعلن لنفسي ولك عزيزي القارئ أننا إلى فناء، وأننا موقوفون بين يدي رب الأرض والسماء، ومسئولون عما كتبنا في
هذا النهار أو ذاك المساء
كانت هذه جزء من مقدمة شقيقي الغالي شهاب الأزهر في إفتتاح مدونته وأحببت أن أضعها نصب عيني لتكون غاية لي في السير في هذه المدونة
مدونتي التي أطلقتها اليوم مع يوم مولدي بعد أن أتممت واحد وعشرون عاما أسأل الله القدير أن تكون كلها في طاعته وأن يغفر لي ما أكتسبت من ذنوب
مدونتي الطفلة الوليدة التي جاءت اليوم بعد وجود عدد مهول من المدونات وبعد تشجيع من شقيقي الفاضل شهاب وأستاذي الفاضل بهاء يوسف صاحب مدونة أوراق الورد بأن أنشأ مدونة
إحدي صويحباتي سألتني مرارا عن السبب وراء عدم رغبتي دخولي لعالم التدوين والتي رددت عليها خوفي لما سأكتب أمام الله
لقد قضيت الآن شهورا كثيرة أدخل كل المدونات أقرأ فيها وأتعرف علي طبيعة أصحابها واليوم أنضم إليهم
وحتي لا أطيل عليكم فأنا أطلب منكم الدفء وفتح مغاليق الوجدان لمدونتي الوليدة التي عمرها من يوم مولدي والتي أكبرها الآن بعشرات السنين
الله تعالي أسأله ان يتقبلها مني قبولا حسنا وأستغفره عن كل سهو سيحدث مني فيها وأن أخط بيدي ما يسرني يوم القيامة
نداء